انا المواطن سرحان عبد البصير
3 مشترك
انا المواطن سرحان عبد البصير
لعلكم تتعجبون من مشيتى العجيبة وإنحناءة ظهرى الغريبة فمنذ زمن وأنا أسير منحنياً إلى الأمام وكأننى رقم 6 أو نصف مربع ، والغريب أن هذه الحالة لم تصبنى وحدى ولكنها أصابت كل إخوتى من عائلة عبد البصير مثل نشأت عبد البصير وعبد الباسط عبد البصير ، وتبدأ حكايتى عندما ولدتنى أمى فى عهد الملكية البائد أيام الملك فاروق ، ويحكى كبار السن من عائلتى أننى على عكس كل المواليد خرجت إلى الحياة وأنا أضحك إلا أنه كانت تنتابنى فى بعض الأوقات حالات سرحان وتوهان لم يستطع أحد تفسير سببها ، أو الوصول إلى علاج لها ، وفى طفولتى الأولى تناهى إلى سمعى عبارات لم أدرك وقتها معانيها مثل الإنجليز والإحتلال والملك الفاسد وبدت لى هذه الكلمات مثل الطلاسم والأحاجى إلا أننى أدركت فى ذات الوقت أنها كلمات تنبئ عن أمور خطيرة غاية فى الأهمية ، ثم عرفت بعد أن شببت عن الطوق أننا كنا نخضع للإحتلال الإنجليزى إلا أنه بالرغم من هذا الإحتلال فإننا كنا نعيش فى عزة وشموخ.
ولما كان أبى موظفاً متوسط الحال فقد ألحقنى بإحدى المدارس الحكومية القريبة من بيتنا ، وفى مدرستى الأولى تعلمت الكثير وأتقنت القراءة وبرعت فى العديد من المهارات التى إكتسبتها من خلال مجموعة من المدرسين العباقرة الذين تركوا أثراً عميقاً فى حياتى ، وأذكر من ضمن ما أذكر أننى إنكببت وأنا فى الصف الثالث الإبتدائى على قراءة مؤلفات طه حسين والعقاد وأحمد أمين وتوفيق الحكيم كما أننى أدمنت قراءة روايات الجيب التى كانت تترجم أشهر الروايات العالمية ، وفى هذه الفترة من حياتى كان أبى يصطحبنى فى بعض الأحيان إلى المسارح ودور السينما لأشاهد يوسف وهبى وحسين رياض ونجيب الريحانى وغيرهم.
وكان مما حدث فى حياتى آنذاك أننى خرجت مع بعض التلاميذ فى مظاهرة وطنية حيث إنضممنا إلى طلبة الجامعة وأخذنا نهتف "نموت نموت وتحيا مصر" ، وكان من أغرب الأشياء أننى عندما عدت إلى بيتى بعد هذه المظاهرة لاحظت إزدياد طولى بشكل لافت وأنتبهت أمى إلى أن قامتى إنتصبت كعمود النور الشامخ ، وفى بداية حرب فلسطين عام 1948 لاحظ جميع أفراد الإسرة إزدياد طولى وإعتدال قامتى وكأننى مسلة مصرية شاهقة وعندما حدث ماحدث وإحتلت عصابات اليهود أرض فلسطين العربية تنبه أبى إلى أن طولى تناقص بعض بوصات وأن قامتى مالت للإنحناء قليلاً ، وسرعان ما عادت الأمور إلى ما كانت عليه من إعتدال القامة وإزدياد الطول عندما سمعت أن الفدائيين المصريين يكبدون الإنجليز خسائر فادحة فى القنال ، ولا تسألونى عن الذى حدث لى عندما قامت الثورة فى يوليو 1952 إذ كان يهيأ للبعض من فرط طولى أننى أستطيع ملامسة النجوم فى السماء ، وزاد على ذلك أن طالت رقبتى وأبيض وجهى بشكل غير مسبوق ، وفى عهد الثورة المجيدة عشت أنا وأخوتى أحلاماً سعيدة وشهدت إنتصارات مجيدة ولأنه لا شيئ يكتمل عادت قامتى لتتناقص بضع بوصات ولتنحنى إلى الأمام وكأننى سأنكفئ على وجهى ، وكانت الطامة الكبرى يوم أن لحقت بنا هزيمة منكرة من اليهود عام 1967 تلك الهزيمة التى أطلقنا عليها نكسة من باب تخفيف المصيبة على أنفسنا ، فكنا نسمع وقتها عبارات السياسيين الذين يقولون نحن لم نهزم قط ولكننا إنتكسنا فقط ( وأعذرونى أننى لن أستطيع الإستطراد فى شرح ما حدث لى ولقامتى فى عهد عبد الناصر وذلك لأسباب عائلية بحتة إذ أننى لو سردت كل ماحدث لتهشم عمودى الفقرى على يد بعض المتعصبين ولأتهمنى البعض بأننى أكتب بغير هدى ) وبعد إن إزداد إنحنائى عادت قامتى لتنتصب من جديد بعد حرب أكتوبر 1973 ، إلا أنه والحق يقال تفاقمت حالتى الصحية وأصابتنى هزات مرضية حتى أننى كنت عندما أسير فى الطريق يعتقد البعض أننى خرجت لتوى من حلقة ذكر أو من صالة رقص ذلك أن جسمى بشكل غير إرادى كان يتجه بإنحناءة للأمام ثم يعود للخلف سريعاً ، ومع معاهدة كامب ديفيد أصابنى مرض آخر هو "سلس البول" فبغير إرادتى كنت أبول على نفسى مما يسبب لى إحراجاً وسط أقرانى وبين جيرانى ، وقد حار الأطباء فى علاج هذا المرض ولم يستطع أحد الوصول إلى علته فأصبحت "معلولاً بعلة ليس لها علة" وقد حاول أحد الخبثاء تفسير هذا المرض تفسيراً سياسياً فقالوا إن عهد السادات عهد "إنفتاح" وهو يؤدى حقاً إلى إنفتاح الأشياء المغلقة أو الضيقة وأنه بسبب الإستغراق فى الإنفتاح إنفتحت كل المجارى والقنوات بما فيها قنواتى الجسدية ، كما إنفتحت أيضاً بنوك أوروبا لتتلقى "سلس الأموال" المستثمرة أو المستنهبة من مصر.
ولأننى أصبحت بشكل مستمر "أطول وأقصر وأعتدل وأنحنى" فقد أصابنى الهزال والسرحان كما لاحظت زوجتى أننى فى بعض الأحيان تصيبنى حالة من البلاهة فأضحك فى موضع البكاء وأبكى فى موضع الضحك.
أما فى العهد الحالى فقد إزدادت أمراضى بمرض جديد ، فمع إعتدالى وإنحنائى أصبحت أهز وسطى هزاً متوالياً وكأننى ألعب لعبة الهيلاهوب ، وقد قلدنى مجموعة من الشباب فى هذه الهزة وسموها هزة "توشكا" وقال بعض العالمين ببواطن الأمور إن زلزال 1992 صبغ نفسه على حياة المصريين فأصبحت حياتهم عبارة عن هزات وزلازل وأن ما ينقصهم هو البراكين ، وفى الحقيقة فإننى أختلف مع من إدعى أننا فى عهد الزلازل – رغم أن الزلازل التى وقعت فى السنوات الأخيرة لم يحدث مثلها فى تاريخ مصر!! – إذ أننا فى عصر الإنحناء والإنكفاء ، فإذا كنت أنا المواطن سرحان عبد البصير مصاباً بداء الإنحناء والهز فلست بدعاً فى ذلك ولست مبتدعاً لذاك ، ولكننى أنظر فأجد كل شيئ يقلدنى فى الإنحناء والهز ، وما إنهيار العمارات إلا أكبر دليل على ذلك ، فهذه العمارات التى إنهارت طوال السنوات السابقة لم تكن فى حقيقة الأمر عمارات مغشوشة أو دخل فى بناءها حديد بلاستيك أو أسمنت مصنوع من الملبن ، ولكن هذه العمارات كانت قد أصيبت بمرض الإنحناء والإنكفاء والهز ونظراً لأنها لا تستطيع بعد الإنحناء أن تعتدل مرة أخرى فإنها سرعان ما تنهار وكأنها أم مصرية لها إبن فى الثانوية العامة ، وإذا كان الهز والإنحناء قد أصابنى وأصاب العمارات فإنه قد أصاب أيضاً العديد من الكُتّاب المصريين الذين إستمرأوا الإنحناء والهز كما أصاب الإقتصاد والتعليم وإنتشر هذا الوباء حتى أصاب الكثير من الجماعات والأحزاب شفاهم الله من هذا المرض العضال.
أما المشكلة الكبرى التى تواجهنى حالياً أنا المواطن سرحان عبد البصير فهى أن الإنحناء زاد عندىبعد أحداث لبنان الأخيرة وموقف الحكام الهزيل منها حتى أصبحت أزحف على الأرض وكأننى من فصيلة الزواحف ، كما أن سلس البول تفاقم معى بشكل مزعج وزاد عليه سلس من نوع أخر لا حيلة لى فى دفعه وقد يضطر هذا السلس أحدكم أن يمسك أنفه عندما يرانى فى الطريق, وقد نصحني الطبيب بالنظر إلى صورة حسن نصر الله ثلاث مرات يوميا .. أو الإستماع إليه وهو يلقي خطاب النصر .. وقد أفادني هذا العلاج إفادة كبيرة حتى تماثلت للشفاء , إلا أن خيبة وزراء الخارجية العرب ومؤامرة الحكام العرب على شعوبهم والتي ظهرت بادية في محاولات إشعال نار الفتنة بين الشيعة والسُنة أعادت لي المرض مرة أخرى, وقد نصحنى البعض نصيحة غالية لمواجهة هذا المرض ، وأنا إعمالاً لهذه النصيحة أسألكم أن تبحثوا معى عن "بامبرز" يصلح لحالتى .
ثروت الخرباوى
ولما كان أبى موظفاً متوسط الحال فقد ألحقنى بإحدى المدارس الحكومية القريبة من بيتنا ، وفى مدرستى الأولى تعلمت الكثير وأتقنت القراءة وبرعت فى العديد من المهارات التى إكتسبتها من خلال مجموعة من المدرسين العباقرة الذين تركوا أثراً عميقاً فى حياتى ، وأذكر من ضمن ما أذكر أننى إنكببت وأنا فى الصف الثالث الإبتدائى على قراءة مؤلفات طه حسين والعقاد وأحمد أمين وتوفيق الحكيم كما أننى أدمنت قراءة روايات الجيب التى كانت تترجم أشهر الروايات العالمية ، وفى هذه الفترة من حياتى كان أبى يصطحبنى فى بعض الأحيان إلى المسارح ودور السينما لأشاهد يوسف وهبى وحسين رياض ونجيب الريحانى وغيرهم.
وكان مما حدث فى حياتى آنذاك أننى خرجت مع بعض التلاميذ فى مظاهرة وطنية حيث إنضممنا إلى طلبة الجامعة وأخذنا نهتف "نموت نموت وتحيا مصر" ، وكان من أغرب الأشياء أننى عندما عدت إلى بيتى بعد هذه المظاهرة لاحظت إزدياد طولى بشكل لافت وأنتبهت أمى إلى أن قامتى إنتصبت كعمود النور الشامخ ، وفى بداية حرب فلسطين عام 1948 لاحظ جميع أفراد الإسرة إزدياد طولى وإعتدال قامتى وكأننى مسلة مصرية شاهقة وعندما حدث ماحدث وإحتلت عصابات اليهود أرض فلسطين العربية تنبه أبى إلى أن طولى تناقص بعض بوصات وأن قامتى مالت للإنحناء قليلاً ، وسرعان ما عادت الأمور إلى ما كانت عليه من إعتدال القامة وإزدياد الطول عندما سمعت أن الفدائيين المصريين يكبدون الإنجليز خسائر فادحة فى القنال ، ولا تسألونى عن الذى حدث لى عندما قامت الثورة فى يوليو 1952 إذ كان يهيأ للبعض من فرط طولى أننى أستطيع ملامسة النجوم فى السماء ، وزاد على ذلك أن طالت رقبتى وأبيض وجهى بشكل غير مسبوق ، وفى عهد الثورة المجيدة عشت أنا وأخوتى أحلاماً سعيدة وشهدت إنتصارات مجيدة ولأنه لا شيئ يكتمل عادت قامتى لتتناقص بضع بوصات ولتنحنى إلى الأمام وكأننى سأنكفئ على وجهى ، وكانت الطامة الكبرى يوم أن لحقت بنا هزيمة منكرة من اليهود عام 1967 تلك الهزيمة التى أطلقنا عليها نكسة من باب تخفيف المصيبة على أنفسنا ، فكنا نسمع وقتها عبارات السياسيين الذين يقولون نحن لم نهزم قط ولكننا إنتكسنا فقط ( وأعذرونى أننى لن أستطيع الإستطراد فى شرح ما حدث لى ولقامتى فى عهد عبد الناصر وذلك لأسباب عائلية بحتة إذ أننى لو سردت كل ماحدث لتهشم عمودى الفقرى على يد بعض المتعصبين ولأتهمنى البعض بأننى أكتب بغير هدى ) وبعد إن إزداد إنحنائى عادت قامتى لتنتصب من جديد بعد حرب أكتوبر 1973 ، إلا أنه والحق يقال تفاقمت حالتى الصحية وأصابتنى هزات مرضية حتى أننى كنت عندما أسير فى الطريق يعتقد البعض أننى خرجت لتوى من حلقة ذكر أو من صالة رقص ذلك أن جسمى بشكل غير إرادى كان يتجه بإنحناءة للأمام ثم يعود للخلف سريعاً ، ومع معاهدة كامب ديفيد أصابنى مرض آخر هو "سلس البول" فبغير إرادتى كنت أبول على نفسى مما يسبب لى إحراجاً وسط أقرانى وبين جيرانى ، وقد حار الأطباء فى علاج هذا المرض ولم يستطع أحد الوصول إلى علته فأصبحت "معلولاً بعلة ليس لها علة" وقد حاول أحد الخبثاء تفسير هذا المرض تفسيراً سياسياً فقالوا إن عهد السادات عهد "إنفتاح" وهو يؤدى حقاً إلى إنفتاح الأشياء المغلقة أو الضيقة وأنه بسبب الإستغراق فى الإنفتاح إنفتحت كل المجارى والقنوات بما فيها قنواتى الجسدية ، كما إنفتحت أيضاً بنوك أوروبا لتتلقى "سلس الأموال" المستثمرة أو المستنهبة من مصر.
ولأننى أصبحت بشكل مستمر "أطول وأقصر وأعتدل وأنحنى" فقد أصابنى الهزال والسرحان كما لاحظت زوجتى أننى فى بعض الأحيان تصيبنى حالة من البلاهة فأضحك فى موضع البكاء وأبكى فى موضع الضحك.
أما فى العهد الحالى فقد إزدادت أمراضى بمرض جديد ، فمع إعتدالى وإنحنائى أصبحت أهز وسطى هزاً متوالياً وكأننى ألعب لعبة الهيلاهوب ، وقد قلدنى مجموعة من الشباب فى هذه الهزة وسموها هزة "توشكا" وقال بعض العالمين ببواطن الأمور إن زلزال 1992 صبغ نفسه على حياة المصريين فأصبحت حياتهم عبارة عن هزات وزلازل وأن ما ينقصهم هو البراكين ، وفى الحقيقة فإننى أختلف مع من إدعى أننا فى عهد الزلازل – رغم أن الزلازل التى وقعت فى السنوات الأخيرة لم يحدث مثلها فى تاريخ مصر!! – إذ أننا فى عصر الإنحناء والإنكفاء ، فإذا كنت أنا المواطن سرحان عبد البصير مصاباً بداء الإنحناء والهز فلست بدعاً فى ذلك ولست مبتدعاً لذاك ، ولكننى أنظر فأجد كل شيئ يقلدنى فى الإنحناء والهز ، وما إنهيار العمارات إلا أكبر دليل على ذلك ، فهذه العمارات التى إنهارت طوال السنوات السابقة لم تكن فى حقيقة الأمر عمارات مغشوشة أو دخل فى بناءها حديد بلاستيك أو أسمنت مصنوع من الملبن ، ولكن هذه العمارات كانت قد أصيبت بمرض الإنحناء والإنكفاء والهز ونظراً لأنها لا تستطيع بعد الإنحناء أن تعتدل مرة أخرى فإنها سرعان ما تنهار وكأنها أم مصرية لها إبن فى الثانوية العامة ، وإذا كان الهز والإنحناء قد أصابنى وأصاب العمارات فإنه قد أصاب أيضاً العديد من الكُتّاب المصريين الذين إستمرأوا الإنحناء والهز كما أصاب الإقتصاد والتعليم وإنتشر هذا الوباء حتى أصاب الكثير من الجماعات والأحزاب شفاهم الله من هذا المرض العضال.
أما المشكلة الكبرى التى تواجهنى حالياً أنا المواطن سرحان عبد البصير فهى أن الإنحناء زاد عندىبعد أحداث لبنان الأخيرة وموقف الحكام الهزيل منها حتى أصبحت أزحف على الأرض وكأننى من فصيلة الزواحف ، كما أن سلس البول تفاقم معى بشكل مزعج وزاد عليه سلس من نوع أخر لا حيلة لى فى دفعه وقد يضطر هذا السلس أحدكم أن يمسك أنفه عندما يرانى فى الطريق, وقد نصحني الطبيب بالنظر إلى صورة حسن نصر الله ثلاث مرات يوميا .. أو الإستماع إليه وهو يلقي خطاب النصر .. وقد أفادني هذا العلاج إفادة كبيرة حتى تماثلت للشفاء , إلا أن خيبة وزراء الخارجية العرب ومؤامرة الحكام العرب على شعوبهم والتي ظهرت بادية في محاولات إشعال نار الفتنة بين الشيعة والسُنة أعادت لي المرض مرة أخرى, وقد نصحنى البعض نصيحة غالية لمواجهة هذا المرض ، وأنا إعمالاً لهذه النصيحة أسألكم أن تبحثوا معى عن "بامبرز" يصلح لحالتى .
ثروت الخرباوى
eng_nermo-
عدد الرسائل : 62
العمر : 38
البلد : egypt
الحالة : single
الهوايات : playing
تاريخ التسجيل : 28/04/2007
engpoop-
عدد الرسائل : 79
العمر : 38
البلد : القناطر الخيريه
الحالة : اعزب
الهوايات : كرة قدم
تاريخ التسجيل : 21/04/2007
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى